مدونة ذاكرة السنين: أكتوبر 2010

البكاء ظاهرة انسانية غريبة يغفل عنها البعض فأحياناً نبكي رغماً عن انفسنا وفي اوقات غير مناسبة فنشعر بالراحة والسكينة واحياناً اخرى نود لو نبكي لننفس عنا ولكن الدموع تمتنع وتتجمد

والملاحظ ان الرجال اقدر من المرأة في التحكم بدموعه لذلك قلما تجد الرجال يبكون لانهم لايريدون ذلك

اما النساء فامرهن مختلف ان دموعهن غزيرة ولكن في حالات معينة هناك امرأة تبكي عندما حيواناً يتعذب لولكن لا تذرف دمعة حين تجرح يدها بسكين المطبخ وهناك اخريات يبكين عند مشاهدة ثمثلية عاطفية حزينة أو حين يسمعن خبر سيئاً او محزن وحتى ان كان لايعنيهن وهناك النادبات في المأتم وهناك النساء اللائي يبيكين دون سبب ظاهر ويطلق على هذه الظاهرة عند علماء النفس الاستجابة العفوية

والبكاء ظاهرة دائمة مألوفة لكن الابحاث حولها لاتزال محدودة مع ان البكاء من اروع مظاهر الانسانيةهم يبحثون عن وظيفة فيسلوجية للبكاء غير انه فهو وسيلة للتعبير عن مشاعر عديدةالغضب الحزن الشفقة الرثاء الندم الاستياء العجز الرثاء الخيبة الفرح الوحدةالذنب الفراغ العاطفي التألم المؤساة الحرج الارتباك الحصول على شيء ما او فقد لشيء ما

اما نحن الرجال فدموعنا غالية عزيزة حارقة قاتلة لانها عندما تذرف فمعناه ان شيء اصابنا في مقتل انا لا اتحامل على النساء ولكنها حقيقة يعرفها كل الناس وجميع الثقافات والشعوب سواء في مجتمعات متحظرة او متخلفة وخاصة الرجل الشرقي يخاف جداً من ان احداًيراه في حالته المتجردة ولكن في الغالب عندما يفقد الرجل امه فانه يبكي بحرقة شديدة وبكل حواسه وانا شاهدت عدة من الجنازات كان الرجال يشهقون ويقعون ارضاً ويبكون بكاء مريراً دموع الرجل هي الاصدق والاصعب

ما تُــــــــــــــــــسكب دمـــــــــــــــــــوع الرجـــــــــــــــال الا لامرً جـــــــــــــــلل
ذل وحــــــــــــــــسره وانكــــــــــــــــــــــسار
تظـــــــــــــــــــــــعف الجسم والعقــــــــــــــــــــل يصحـــــــــــــبهُ خـلل
تشـــــــــــــــــيب منه الروُس واللحـــــــــــــــــــــــا
وجروح لم تنـــــــــــــــــــــــــــــــدمل
ودموع الفراغ صعيبه لا لا تحتـــــــــــــــــــــــــمل
ودموع تذرف حزناً
لو الاغراب احـــــــــــــــــــــــــــــتلو الوطن
ودموع الفرح لا تكتمل
سرعان ما تــــــــــــــــــــــــــجف وترتحل
مـــــــثل الورد لو مسته ايادي ؟
ودموع العـــــــــــــــــــــــــــشق نار
تكوى بهى الخدين حين تنــــــــــــــــــــــــــــــــهمل
ودمـــــــــــــــــــــــموع الركع الخاشعين
تفرح بها العينان وكانها بها تكتحــــــــــــــــــــــــــل
ودموع ترفع كفوفها للرحــــــــــــــــــــــمن لو صابها مرض
ودموع عن دموع تختلف
سبحان ربي كيف جعل لكل دمعه حدث
حتى في تكوينها المائي تتلون
ولكل دمعه غاية وهــــــــــــــــــــدف
فمنها المرير
ومنها المالح
ومنها حلو المذاق
ومنها الحارق
ومنها المحرق
ومنهاالشافي
ومنها المتشفي كبركان للعشب قد جرف
ومنها المكر
ومنها الخداع
تلك الدموع لاتتساوي
امام دموع الرجال حين تسكب
وما تســـــــــــــــــــــــــكب الا لامرٍ جـــــــــــــــــــلل
هناك اغلب رجال يخافون من البكاءفي مجتماعتنا الشرقية او العجز عن التوقف عن البكاء بعد البدء به هؤلاء العاجزين بحاجة عن الكثير من التطمين بأن ايا كان نوع نوع هذه المشاعر امر طبيعي ومقبول ومن الناس من يذرفون الدموع بسهولة وسخاء لكنهم يجهلون الاسباب الحقيقية لذلك فالنساء يبيكين احياناً بدلا ان يغضبن لان في مجتمعاتنا ان تعبير المرأة عن الغضب فهو محرم على النساء الرجال فقط هم من يغضبون وبعنف

واحياناً تسيل غزيرة في صمت موجع من غير اي تغير في قسمات الوجه فما اصعب دمعك ايها الرجل

ولكن هناك حقيقة مهما وارينا فهي ماثلة شاخصة وهي دموع المرأة الحبيبة عندما تبكي امام حبيبها هنا تسقط كل المقاومة الا لدى البعض الذين يحسبون على الانسانية بالأسم فقط غلاظ القلوب والمتحجرة احاسيسهم

*اليكم انواع الدموع

الدمعة الجميلة

دمعات مستديرات كبيرة يتساقطن واحدة واحدة سابحات عبر الخد هذه النوع من الدموع عفوي ومن القلب

العويل

تقطيب الوجه وزم الشفتين ثم نحيب يلفت النظر على ان ذلك لايحقق الغاية احياناًكثيرة

الشهيق

محاولة كتم الدمعة والتنفس عبر المنخرين على دفعات متناسقة التوقيت

البكاء المدروس

بكاء ومحادثة في وقت واحد وتتميز بين الدمعات والزفرات دمعات ترافق الكلمات وزفرات تأتي في اخر جمل كأنها نقاط وقوفانها (الاستاذية)في استخدام سلاح المرأة

البكاء الممزق

بكاء غزير تقوم معه اليدان بمحاولة مسح الدموع دون جدوى من الانهمار لعمري اني ضعيف امام هذه الدموع

البكاء النافع

بكاء وعمل في أن واحد كالانصراف عند البكاء الي ترتيب شئون البيت او العمل دون الاستسلام للبكاء وحده

البكاء المكتوم

وسادة على الوجه او منشفة تخفي الدموع او اي شيء اخر يخنق التنهدات غير ان ذلك يزيد البكاء حدة

ثورة البكاء

بعضنا يجد نفسه يبكي ويثور ويرمي الاشياء ليسمع اصواتها حين تتحطم لينفس عن ثورة جامحة قبل ان تفتك بمن حوله

هكذا نحن البشر نجد البكاء فائدته ولكن اللفضل منه هو الدخول في حوار مباشر حول موضوع البكاء ولنجده احايين كثيرة مهرباً ومنفساً سهل

لقد تناولنا الذين يذرفون الدموع وماذا عن الذين لايستطعون ذرف الدموع ان عدم القدرة على البكاء كالأكثار منه تعبير عن عجز عن مواجهة وضع ما معين نجد انفسنا فيه وتقصير في الاعراب عن مشاعرنا ان العجز عن البكاء يعاني من مشكلة حقيقية لعله سمع اللوم العنيف وخاصة في مجت

كاء والدموع من أرقى المشاعر الانسانية
شعر ,الدموع والبكاء
إذا أتى الشتاء..

وحركت رياحه ستائري
أحس يا صديقتي
بحاجة إلى البكاء
على ذراعيك..
على دفاتري..
إذا أتى الشتاء
وانقطعت عندلة العنادل
وأصبحت ..
كل العصافير بلا منازل
يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي.
كأنما الأمطار في السماء

تهطل يا صديقتي في داخلي..
عندئذ .. يغمرني
شوق طفولي إلى البكاء ..
على حرير شعرك الطويل كالسنابل..
كمركب أرهقه العياء
كطائر مهاجر..
يبحث عن نافذة تضاء
يبحث عن سقف له ..
في عتمة الجدائل ..
إذا أتى الشتاء..
واغتال ما في الحقل من طيوب..
وخبأ النجوم في ردائه الكئيب
يأتي إلى الحزن من مغارة المساء
يأتي كطفل شاحب غريب
مبلل الخدين والرداء..
وأمفتاحالباب لهذا الزائر الحبيب
أمنحه السرير .. والغطاء
أمنحه .. جميع ما يشاء
من أين جاء الحزن يا صديقتي ؟
وكيف جاء؟
يحمل لي في يده..
زنابقا رائعة الشحوب
يحمل لي ..
الدموع والبكاء

يا أيها الرجل المعذب نفسه أقصر فإن شفاءك الإقصار نزف البكاء دموع عينك فاستعر عينا يعينك دمعها المدرار من ذا يعيرك عينه تبكي بها أرأيت عينا للبكاء تعار؟

لا اعرف من اين ابدأ مضى من عمري خمسة و ثلاثون عاماً اواكثر بقليل على ذلك الصبي الذي عاش في كنف البيت الذي شهد مولده وعاش فيه ولعب بين اركانه الان اصبح ذكرى تسكنها الذكريات والصمت أذكر او يذكر الصبي الذي كنته معتلياً شجرة المشمش العتيقة بقصبة طويلة لكي انعم ببعض منه على السيقان العصية وكانت تلك القصبة احياناً استعملها حصاناً في غزوات عشيات الصيف وفي سياق من خيال وهو من صنع الرغبات البريئة لا أدري لماذا سر ذلك الشغف بأن اكون فارساً وحصاني خشبي أو في الواقع قصبتي كنت استأنس بالغبار يعصف خلفي وكأني اسمع صليل الرماح والسيوف مع لاادري من اين ابدأ لم ابقى فارساً وبقي الحصان وهم والفوز عسيراً لا ادري من اين ابدأ رحلتي في الحكاية فهي ملتبسة وفيها الكثير من النواح والفقد كما حكاية غرام العمر وفاشلة لان منسوب الخسارات يبدو هو الراجح في مسيرة الحياة التي يغلفها البؤس الممزق والحزن الابدي في مدارات العمر الحزين ليس سوى ضرباً من ضروب القلق المضاف وعملاً يزيد من الامور غلقاً وغرقاً ويزيد من تيه العقل والذي يبقى من الصور يزيد من المرارة لكأنه رياحاً موسمية حركت غيوم الشجن في الخاطر ويلعب بستائر شرفات الذاكرة لتومض من بعيد في خرب الماضي خلف ابواب البيوت التي هجرناها راغمين وفي دروب الرحلة قصص وأطياف واجساداً غيبتها رياح الايا م