الثلاثاء، 12 يناير 2010

تاريخ الحشيش

المخدرات .. دقائق لذة موهومة ..
وسنوات من الضياع تعددت الأصناف .. واختلفت التركيبات ولكن النهاية .. مأساة إنسان، وتشرد أسرة .. وضياع مستقبل .. تجار الموت يتفنون في تركيبها واطلاق المسميات ويزينون للمخدوعين آثارها .. نصحبكم في سلسلة تعريفية بأكثر المخدرات شيوعاً ونعرض في كل أسبوع نوع المخدر و علامات تعاطيه وآثاره المدمرة .
الحشيش : تعريفه و نشأته
اسمه العلمي:
كنابس ستيفال ال (cannabis satival)، ويستخلص الحشيش من قمة زهور نبات (القنب) وهي شجرة تنبت في المناطق الجبلية، وتكثر زراعتها في آسيا وشمال الهند وأفغانستان وتركيا ولبنان وعرف حديثاً في السودان ومصر، ويتم طحن النبات وضغطه في قوالب متماسكة تسمى (الطربة) ويباع بالجرام، ويرجع عمر هذه المادة قبل عام 2737ق. م وقد استخدمه الصينيون كمخدر في العمليات الجراحية .. وفي القرن الثالث عشر وصفه ابن البيطار على أنه يسبب التخدير، وفي القرن السادس عشر قام الأسبان بزراعة بذور القنب الهندي في تشيلي والبرازيل .
وفي القرن السابع عشر قام الهولنديون بادخاله إلى جنوب أفريقيا. وفي عام 1840م قام الطبيب الفرنسي مورو دي تور بدراسة علمية للحشيش وآثاره الفسيولوجية على الإنسان. ويشيع استخدامه حالياً في معظم دول العالم ان لم يكن جلها. وتتمثل أهم مكونات الحشيش ذات التأثير الفعال في الحالة النفسية من مادة متطايرة يطلق عليها اسم تتراهيدرو كنابينول (Tetrahydro-Cannabinol).
ويؤثر الحشيش على المخ خلال دقائق معدودة، فيحدث نوعاً من الاسترخاء والنشوة (الوهمية) لدى البعض وعند المبتدئين قد يحدث شعوراً بالخوف والرعب، وقد تحدث للمتعاطي بعض الهلاوس .
وإضافة للأضرار الصحية للحشيش فإن له مضارَ أخرى اجتماعية واقتصادية لا تحصى، فغالباً ما يجتمع الأشخاص الذين يتعاطون الحشيش في عزلة عن المجتمع لكي يتسنى لهم الاستمتاع بهذا المخدر الضار .
ومن أضراره الاقتصادية فهو مكلف على من يتعاطاه نظراً لارتفاع سعره، والذين يتعاطون الحشيش يدفعون مبالغ كبيرة من دخلهم لتأمين هذه المادة المخدرة مما يؤثر على دخله ودخل أسرته .
وقد أثارت البحوث اهتماماً عالمياً واسعاً، بعد أن كان يشاع من قبل، من عدم وجود أضرار بعيدة المدى للحشيش .
مما شجع على انتشار تعاطي الحشيش بين الشباب في أوروبا وأمريكا بعد حرب فيتنام في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات .
والحشيش المصنَّع والذي يستخدم للتدخين هو أكثر أنواع الحشيش استخداماً حيث يتم خلطه مع التبغ ويتم تدخينه عن طريق لفه مع السجاير أو مع الارجيلة .
والحشيش له أضرار ليس كما يظن البعض بأنه ليس مؤذياً وأنه لا يدمن عليه وقد يستطيع الاقلاع عنه متى ما أراد .. فهذا خطأ شائع، وقد يروج البعض بأن الحشيش يساعد على الإبداع ويوسع الخيال مما يدفع بضعفاء النفوس بتدخينه وهذه أيضاً شائعة غير صحيحة. لحشيش مادة مخدرة تؤثر على الدماغ بشكل كبير وتعاطي الحشيش يؤدي إلى ضمور في الدماغ والوظائف العقلية لمتعاطيه .
أصل الحشيش

يُستخلص الحشيش من قمم زهور نبات القنب Hempplant وهي شجرة تنبت في المناطق الجبلية وتشيع زراعة في الصين والهند والشرق الأوسط.
وأوراق نبات القنب تحتوى على مادة تتراهيدرو كانابينويد THC وتحتوي الماريجونا على تتراهيدروكانابينول بنسبة 15-20%.
تُقطع أوراق النبت وتجفف وتُفرم ثم تُلف في رقائق ورقية ليسهل استعمالها كسجائر أو تدخينها من خلال الشيشة أو مضغة بعد وضعه في الطعام وخاصة الحلويات.
تأثير الحشيش على المخ
تحتوي نبتة الحشيش أكثر من 400 مادة كيميائية ترتبط منها حوالي 60 بمادة الـ دلتا 9-تتراهيدروكانابينول والتي تلتحم بمستقبلات خاصة بمادة الحشيش تنتشر في المخ ولكنها في مناطق معينة مثل العقد القاعدية Basal Ganglia والهيبوكامباس Hippocampus والمخيخ Cerebellum وتوجد هذه المستقبلات بتركيز أقل في قشرة الدماغ Cerebral Cortex
لا توجد مستقبلات كيميائية للحشيش في جذع المخ وهذا يفسر قلة تأثير الحشيش التثبيطي على وظائف القلب والجهاز التنفسي إضافة إلى ذلك فإن الكثير يتساءل هل للحشيش تأثير على مراكز الرغبة أو اللذة في المخ
التأثير الفسيولوجي
عندما يُدخن الحشيش فإن تأثيره يظهر مباشرة خلال دقائق ويصل للذروة خلال 30 دقيقة ويستمر من ساعتين إلى أربع ساعات حيث يشعر المتعاطي بالنشوة والبهجة والاسترخاء والأحساس بالاستمتاع بكل شيء حوله والضحك وإطلاق النكت، وتستمر هذه التأثيرات بشكل مؤقت لكن التأثيرات الغير مرغوبة تستمر لفترات طويلة فقد يستمر تأثيره على الإدراك والقدرات الحركية لمدة تصل إلى 12 ساعة.
أكثر الأعراض شيوعاً
1.توسع الأوعية الدموية في ملتحمة العين مما يؤدي إلى ظهورها باللون الأحمر .
2.زيادة طفيفة في ضربات القلب
3.مع تعاطي كميات كبيرة يعاني المتعاطي من انخفاض الضغط الانتصابي Orthostatic Hypotention
4.زيادة الشهية للطعام
5.جفاف الفم
6.يتسبب تعاطي الحشيش في الإصابة بسرطان الرئة نتيجة استنشاق مادة الهيدروكاربون الموجودة في التبغ عند تدخينه
تشخيص تعاطي الحشيش
(علامات تعاطي ابنك الحشيش)
ظهور تصرفات وتغيرات نفسية أثناء أو بعد التعاطي مباشرة:
1.الابتهاج الزائد
2.إختلال الوظائف الحركية
3.القلق
4.الإحساس ببطء مرور الوقت
5.إختلال الحكم على الأمور
أعراض تظهر خلال ساعتين من استعمال الحشيش
1.إحمرار العينين
2.زيادة الشهية للطعام
3.جفاف الفم
4.زيادة ضربات القلب
التسمم بالحشيش
يؤثر الحشيش على زيادة استجابة المريض لما حوله من مؤثرات خارجية ويكون أقدر على ملاحظة أدق التفاصيل والألوان من حوله فتصبح بالنسبة له أكثر وضوحاً، كما أن إحساسه بمرور الوقت يصير مضطرباً فيشعر ببطء مرور الوقت.
هذا لا يعني أن الحشيش يفيد في تحسين القدرات الإدراكية بل على العكس فإن قدرته العالية على الشعور بالتفاصيل من حوله تثير قلقه وتوتره كثيراً وتجعل تفكيره مشتتاً وقد يصل الأمر مع تعاطي جرعات عالية إلى تبدد الإحساس بالذات أو تبدد الإحساس بالواقع، كما أن إختلال المهارات الحركية يستمر لمدة قد تصل إلى 12 ساعة أي بعد زوال التأثير المبهج للحشيش وهذا ما قد يؤثر على قدرة المدمن على القيادة أو تشغيل الآلات وبالذات التي تحتاج إلى تركيز وهذا ما يحوطة بالخطر.
وتزداد مخاطر الحشيش كثيراً إذا تم تناول الحشيش مع الخمور وهذا عادة ما يحدث.
هذيان التسمم بالحشيش
حتى الجرعات المتوسطة من الحشيش قد تؤدي إلى الهذيان الذي يظهر بفقد القدرات الإدراكية والإنتباه والتركيز والذاكرة والقدرة على أداء المهام. تؤدي تعاطي الجرعات الكبيرة إلى إختلال درجة الوعي لدى المتعاطي.
الذهان الناتج عن تعاطي الحشيش
رغم أن حصول الذهان بصورته الكاملة مع تعاطي الحشيش نادراً نسبياً إلا أن المتعاطي يعاني من أعراض باراونية (إضطهادية) عابرة التي تتميز بالشك في الآخرين ووجوج هلاوس وأوهام لا تتفق مع الواقع.
القلق الناتج عن تعاطي الحشيش
القلق الشائع مع إستعمال الحشيش غالباً ما ينتج عن الشكوك والهلاوس وقد تصل حدتها لإلى الإصابة بنوبات الهلع الحادة وتزداد الأعراض شدة مع الزيادة في التعاطي.
إضطرابات النوم والإضطرابات في القدرة الجنسية الناتجة عن تعاطي الحشيش تختفي تماماً بعد التوقف عن تعاطي الحشيش.
ظاهرة الفلاش باك Flash Back
يعاني بعض المتعاطين من أعراض التسمم بعد زوال التأثيرات قصيرة المدى للحشيش أي بعد أيام أو حتى أسابيع منذ آخر جرعة وحتى أسابيع منذ آخر جرعة وحتى الآن لم يثبت فعلياً هل هذا بسبب الحشيش أم بسبب ما يصاحب الحشيش من أقراص مهلوسة وغيرها خاصة أنه في الغالب ما تكون مادة الحشيش مختلطة بجزء من تلك الأقراص.
علاج إدمان الحشيش
الحشيش هو خلاصة قمة زهور نبات الكنابس (القنب) ويمكن :
تدخينه.
شربه مع الشاى أو القهوة.
مضغه مباشرةً.
ويعتمد علاج أعراض انسحاب إدمان الحشيش على نفس المبادئ و الأسس التي تستخدم في علاج أى مواد أخرى:
التوقف عن تناول الحشيش.
دعم المريض بعد التوقف لضمان الاستمرارية.
ويمكن مساعدة المريض في التوقف عن التعاطي عن طريق التدخل المباشر مثل:
احتجاز المتعالج داخل المستشفى (مستشفى الطب النفسي).
المتابعة الدقيقة للمتعالج خارج المستشفى (المنزل) عن طريق تحليل المواد المخدرة بالبول و الذي يرصد وجود الحشيش بالبول لمدة تصل إلى 4 أسابيع بعد التعاطي.
ويعتمد دعم المتعالج " ”support على استخدام وسائل العلاج النفسي Psychotherapy المختلفة مثل: الفردي و النفسي و الجماعي
مع تمام العلم بأن حجر الأساس في استمرارية الإقلاع عن تناول الحشيش و الاستفادة من أكبر قدر من الدعم الموجه إلى المتعالج هو الفهم الكامل لدى الشخص المتعالج للدوافع العقلانية ‘”intellectual” وعواقب المشكلة نفسها و إثارة التحفيز لدى الشخص إلى استمرارية الإقلاع.
العلاج العقاقيري
تستخدم أحيانًا مضادات الاكتئاب إذا كان من المحتمل أن يكون السبب الحقيقي (الخفي) وراء إدمان الحشيش معاناة من الاكتئاب و يمكن استخدام مضادات القلق لفترات قصيرة في بداية العلاج للإقلال من أعراض القلق المصاحبة للانسحاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق