السيد/ صفي الدين: هو صفي الدين بن محَمّد الشريف بن محَمّد بن علي السنوسي. أمه هي السيدة/ خديجة على المحجوب، ووالدها من مصراتة ومن كبار الإخوان السنوسيين . ولد السيد/ صفي الدين في عام 1895م وتلقى تعلمه في الزّوايَا السنوسيّة، وحفظ القرآن الكريم على يد العلامة المغربي ( سيدي/ العربي الفاسي ). ولسيد/ صفي الدين أربعة أخوة، والسادة هم: أحمد الشريف، علي الخطّابي، هلاّل، محمّد عابد. وله ثمانيّة أبناء، والسادة هم: علي، فخري، رضا، منصور، أمين، السنوسي، عادل، صبري.
والسيد/ صفي الدين هو الأخ الأصغر للمجاهد الكبير السيد/ أحمد الشريف. ويذكر أنّ السيد/ أحمد الشريف في فترة إمارته لحركة السنوسيّة كلّف أخيه الأصغر السيد/ صفي الدين – ولم يتجاوز وقتذاك الثامنة عشر (18) من العمر – بالإنابة عنه في مناطق حدود إجدابيا، وبالذات،..(.. على دورى النوفلية والقطافية..)، كما جاء في مقالة للدكتور/ محمّد المفتي.
ويروي د/ علي الصلابي في كتابه: الحركة السنوسيّة في ليبيا / الجزء الثاني،..(..أنّ السيد/ أحمد الشريف أرسل أخيه السيد/ صفي الدين ليتولى قيادة الجهات الغربية من برقة، وكان إرساله فرحة عظيمة لدى القبائل المنضويّة تحت لواء الحركة السنوسيّة، وقاد السيد/ صفي الدين السنوسي معركة عظيمة ضد إيطاليا بموقع "أبي هادي "، واستمرت المعركة بشدة وعنف ساعات انجلت عن خسارة إيطاليا. وكانت الانتصارات التي حققتها الحركة السنوسيّة، محل الإعجاب والتقدير من أبناء ليبيا المخلصين، ولذلك اتصل كثير من القادة والشيوخ بالسيد/ صفي الدين، وكان السيد/ رمضان السويحلي المجاهد الكبير على رأس أولئك الأبطال المغاوير..). ويذكر أنّ السيد/ صفي الدين اختار في الفترة الواقعة ما بين 1914م إلى 1922م الشيخ محمود بوهدمة سكرتيراً ومساعداً عسكريّاً له.
كان السيد/ صفي الدين السنوسي من أهم وأشهر قادة معركة القرضابية. ومعركة القرضابية انطلقت في صحراء سرت في 29 أبريل 1915م ، وقد هُزمت القوات الإيطاليّة الغاشمة في هذه المعركة التاريخيّة على أيدي القوات السنوسيّة وقوافل المجاهدين الذين توافدوا من كافة مناطق ليبيا للمشاركة فيها. ويروي الدكتور/ محَمّد المفتي في مقالة له نشرت في مجلة "عراجين " في يناير 2004م عن دور السيد/ صفي الدين في معركة القرضابيّة ما يلي:..
(.. للأمانة التاريخيّة، كانت هناك على أرض معركة القرضابيّة كتائب مجاهدين لعبت دوراً أساسياً في دحر الطليان. كان هناك مجاهدو قبيلة المغاربة – من منطقة إجدابيا – بقيادة المجاهد/ صالح الإطيوش يرافقهم المجاهد/ صفي الدين السنوسي، الذين أوقفوا تقدم الطليان...). أو يمكن تحديد دور السنوسيّة، والسيد/ صفي الدين في معركة القرضابيّة على النحو الذي ذكره د/ علي الصلابي في كتابه " الحركة السنوسيّة في ليبيا / الجزء الثاني"، والذي قال عنه ..(.. لقد كانت القيادة الفعليّة لمعركة القرضابيّة للسيد المجاهد صفي الدين السنوسي والقادة السنوسيين الذين معه، وقد ساندهم مساندة فعّالة المجاهد رمضان السويحلي بجنوده وانضم معهم في الوقت المناسب..).
ويذكر أنّ الأمير/ إدريس السنوسي كان قد أرسل السيد/ صفي الدين على رأس جيش من المجاهدين إلى المنطقة الغربية لمعاضدة مناضلي ومجاهدي إقليم طرابلس لمقاومة المستعمر الإيطالي إلاّ أن الأمير طلب منه الرجوع إلى برقة بعد أنّ توعد السيد/ رمضان السويحلي بقتال السنوسيين لأنّه رأى في تواجدهم تهديداً لزّعامته لإقليم طرابلس. وبعد هذا التهديد، أمره الأمير بالرجوع إلى برقة خوفاً من نشوب صراع مسلح بين جماعته ( الجماعة السنوسيّة بقيادة السيد صفي ) وأتباع السيد/ رمضان السويحلي. وقد نفذ السيد/ صفي الدين ما طلبه الأمير منه.
ويذكر كذلك أنّ دولة الخلافة العثمانيّة كانت قد منحت رتبة جنرال بجيش التركي ( لواء ) للسيد/ صفي الدين اعترافاً بقدراته العسكريّة والقياديّة، وتكريماً من تركيا لشخصه حيث لعب أداوراً هامّة من أجل الإسلام وقضايا المسلمين. وعُين السيد/ صفي الدين في عام 1921م رئيساً لبرلمان برقة. وأرسله الأمير إدريس السنوسي في نوفمبر 1921م إلى سرت للتباحث مع أعيان طرابلس بشأن البيعة.
ذكر السيد/ دي كاندول على لسان الملك إدريس في كتابه "عاهل ليبيا.. حياته وعصره" بخصوص هذه البيعة ما نصه:..(.. أثناء مؤتمر لأعيان طرابلس عقد في غريان في شهر نوفمبر 1921م، تقرر تأسيس إمارة طرابلسيّة وعرض البيعة عليّ. ثم طلبوا مني إرسال مبعوثين إلى سرت لبحث الأمر معهم، قأوفدت أبن عمي السيد/ صفي الدين للقائهم، كما أعلمت والي بنغازي في الوقت نفسه...).
وبعد حادثة إغتيال السيد/ إبراهيم الشلحي (ناظر الخاصة الملكية ) في 5 أكتوبر 1954م على يد أحد أفراد العائلة السنوسيّة ( الشريف محي الدين السنوسي)، قرر السيد/ صفي الدين الخروج من ليبيا حتى يقطع الطريق على أيّ فتنة يُراد لها أنّ تحدث بين أبناء العائلة السنوسيّة أو يسبب وجوده إحراجاً من أيّ نوع للملك إدريس السنوسي كبير العائلة وشيخ الطريقة السنوسيّة. غادر السيد/ صفي الدين ليبيا في سيارتين يصبحه فيهما أفراد عائلته ووصل إلى منطقة الأهرامات بمصر في الليل وتصادف وصوله في تلك الليلة إلى القاهرة مع بدء غارات العدوان الثلاثي على مصر ( حرب 1956م ). قضى السيد/ صفي الدين وأفراد عائلته تلك الليلة في السيارتين حيث تعذر عليهم مواصلة سوق السيارة إلى وسط مدينة القاهرة.
ذهب السيد/ صفي الدين في صباح ثاني يوم وصل فيه إلى القاهرة إلى السفارة السعوديّة بالقاهرة وتحدث مع السفير السعودي بشأن رغبته في الإقامة بالأراضي السعوديّة. اتصل السفير بالسيد/ صفي الدين بعد ساعات من مغادرة الأخير لمبنى السفارة وأعلمه بقبول الملك سعود لطلبه. توجه السيد/ صفي الدين وعائلته إلى السعودية بعد حوالي عشرة أيام من وصولهم إلى القاهرة على متن طائرة سعوديّة خاصّة. أقام السيد/ صفي الدين وعائلته في السعوديّة منذ ذلك التاريخ إلى أواخر عام 1960م. غادر السيد/ صفي الدين في أواخر عام 1960م السعوديّة، واستقر في القاهرة منذ بداية عام 1961م وإلى عام 1967م. أقام في شقة بمدينة المهندسين في القاهرة بالمنطقة المعروفة باسم جامعة الدّول العربيّة – 5 ميدان سفنكس / المهندسين.
منحته السعوديّة حق الإقامة الدائمة على أراضيها وظلت هذه الإقامة ساريّة المفعول حتى بعد انتقاله إلى مصر. خصصت السعوديّة له مرتباً شهرياً وأرسلت له سيارة خاصّة ( هديّة ) إلى القاهرة، واستمرت السعوديّة تعامله على هذا النحو حتى بعد وصول الملك فيصل إلى كرسي العرش،بل، ظلت متكفلة بمصاريفه الشهريّة إلى أنّ وافته المنية في عام 1967م. لم يغادر السيد/ صفي الدين القاهرة منذ وصوله إليها إلاّ بعد هزيمة 1967م حيث ذهب إلى ليبيا وقرر الاستقرار فيها مجدداً فأختار لنفسه مقراً سكنياً في مدينة الحدائق بالفويهات الشرقيّة بمدينة بنغازي. وكان المقر السكني الذي اختاره عبارة عن فيلتان مملوكتان للسيد/ مختار الأشهب، وتعهدت الدولة الليبيّة بدفع إيجارهما السنوي.
عاد من ليبيا إلى القاهرة لأجل تسويّة كافة شئونه الخاصّة ثمّ ليعود مجدداّ إلى ليبيا ويقضي ما تبقى من العمر في بلاده بين أهله وأحبابه إلاّ أنّ المرض حال بينه وبين العودة حيث توفي في أواخر السنة نفسها، وذلك في 22 نوفمبر 1967م. وبعد وفاته أمر الملك إدريس بنقل جثمانه إلى ليبيا حيث دفنَ في الجغبوب مع جده مؤسس الحركة
كان هناك مجاهدو قبيلة المغاربة – من منطقة إجدابيا – المغاربة الذين شاركو بقيادة المعركة ليسو من منطقة اجدابيا فقط بل من النوفلية التى تقع شرق سرت فدور المغاربة من اجدابيا لسرت حيث كان اول قصر يبنى فى سرت والذى امر ببنائه والى طرابلس قصر لطيوش
ردحذفالسيد رمضان السويحلي كان ضابط بجيش الايطالي و بعدها انظم مع المجاهدين عندما ايقن بأن المجاهدين انتصروا علي الجيش الايطالي بقبادة المجاهد البطل صفي الدين السنوسي و رفاقه و ان السويحلي انضم مع الثوار بعد اربعة ايام لغرص الحصول علي الغنائم فقط هذا للتاريخ مع شكري وتقديري للمجاهد سعدون السويحلي
ردحذف