سيغادرك قلب
لن تجدي له مثيلاً ولا بديلاً لا شرقاً ولا غرباً لا جنوباً ولا شمالاً لا أرضاً ولا سماءً
لا في وطنك ولا في كل أرجاء الدُنيا إلا في صدري وصدر أمك
سيُغادرك قلب
إن غرق كنت أنت القشة
وأن أبحر كنت أنت المرسى
وأن أختنق أنت أنفاسه
سيُغادرك قلب
لم يحلق إلا .. في سماءك
وإن سقط .. كانت ذراعيك أجنحته
سيُغادرك قلب
إن تناهشه البرد .. كنت أنت دفئه
وإن أرتجف .. كان صدرك غطائه
سيُغادرك قلب
أنت عناوينه .. وأنت موطنه
وأنت الأسوار .. وأنت الحدود .. وأنت الخارطة
سيُغادرك قلب
إن انكسر كُنت الجبيرة
وإن مرض أنت الدواء .. وأن جف إنت الرحمة
سيُغادرك قلب
أنت صندوق أسراره
ووسادة منامة .. وسترة عند إفتضاحة
سيُغادرك قلب
أنت فصل ربيعه
وإن ذبل أنت سر نضارته .. وأن شاخ أنت شبابه
سيُغادرك قلب
لم يحلم إلا بك .. ولم يتمنى إلا أياك
وإن غاب عن وعيه كنت حواسه
سيُغادرك قلب
أنت إرتوائه عن العطش .. ولقمتة عند الجوع
وقهوته عند السهر .. وأنت له الشمس والقمر
سيُغادرك قلب
أنت سر جنونه .. وأنت منبع إلهامه
وأنت حروف كلماتة .. وإنت إتزانه عند الخرف
سيُغادرك قلب
أنت له الروح .. والنفس .. والحياة .. والهواء
واليُسر عند منازعة الروح بعُسر
سيُغادرك قلب
لم يتمنى إلا قلبك .. وأنت جنته وناره
ورؤيتك عند إحتضاره هي أمنيتة الأخيرة
سيُغادرك قلب
كُنت إبتلائة العظيم .. ومرضة السقيم
وطائره الوحيد .. ووهمه ومُعاناته
سيُغادرك قلب
عزيز عند قومه .. ومُدلل عند أهله
ولم يعبث بكرامته احد .. ولم يهز كبريائه إلا أنت ..
ولم يكسر ظهره إلا أنت
ولم يتضخم في رأسه ولعب بأفكاره وسلبه منامه إلا أنت
سيُغادرك قلب
سلبته صحته .. ومزقت أوردته
وبقيت فيه .. وأحبك بشدة .. وتنفسك بشدة
سيُغادرك قلب
أكتفى من الخيال .. ومن الأوهام
ومن الأحلام .. ومن الارق .. ومن الأحزان
سيُغادرك قلب
أنت كنتي أنفاسه وأنت صحته وأنت عينه وأنت لسانه
وأنت قلمه وأنت سمعه وأنت صوته وأنت أمانه
وأنت شموخه وأنت قامته وأنت هامته وأنت روحه
وأنت نبضه وأنت كُل حياته
سيُغادرك قلب
لم يستطع احد ان يحرقه سواك أنت .. ولم يتمتع به إلا أنت
ولم يذق حلاوته إلا أنت
سيُغادرك قلب
أنت حُبه وهيامه .. شوقة وراحة باله
أرق الغيرة والنوم العميق .. فرحة وإحساسة بالحياة
سيُغادرك قلب
أحب تواجدك فيه واستيطانك بأراضيه
ولم يتأقلم أبداً مع فكرة غيابك .. وسيموت كُل ليلة ألف مرة لفراقك
سيُغادرك قلب
فارق الحياة عند مغادرته لك
وإن لم تُلفظ أنفاسه التي أغرمت بأنفاسك
وإن لم تُغمض عينيه التي عشقت ملامحك
وإن لم يتوقف قلبه الذي أحبك عن النبض
وإن لم يتوقف جسدة الذي هام بكل مافيك عن الحركة
فلا نحتاج للموت كي نموت ولا نحتاج للحياة كي نعيش
سيُغادرك قلب
مغادرته لك كخروج الروح
ونزفه لك كان قطره قطره .. وأحبك بكُل ما يستطيع
سيُغادرك قلب
حملك في صدره كأم تحمل طفلها
وضمك في حضنه بشوق الجد والجده
وسترك خلفه عندما رأى خناجر الأيام كستر الأب لأبنائه
ووضعك على رأسه كوضع الفتاه أخيها تاجاً لها
حتى لا يُسقطها قهر الرجال وزلزال الأعداء وطوفان الأقرباء
سيُغادرك قلب
أنت عالمه
وبخروجك من عالمه خرجت معك فرحته ودُنيته وضحكته
من نوافذ قلبي وعيني
سيُغادرك قلب
أحبته الدُنيا ولم يحبُك إلا أنت
غنت له الدُنيا وبكي هو لها
ضحكت له الدنيا وعبس في وجهها
سيُغادرك قلب
أحبك كأنك أخر الأحبه
أحبك كأنك الأهل والمال والولد
أحبك وكأنك الفرح كُله
سيُغادرك قلب
أنت مدينته التي يعشقها
ومحطته التي يشتهي الوقوف عليها
والطعم الحلو الذي يُمرره على فمه
سيُغادرك قلب
لم يتمنى إلا وجودك بجانبه .. وهو يمر بكل مراحل عمره
وتكوني أنتي رفيقة شبابه .. وشيخوخته .. ومسك ختامه
سيُغادرك قلب
زهد معك عن كل ملاهي الحياة وطقوسها
وأنت من أعدت قابليته للحياة
وأنت أفقده شهيته لها
سيُغادرك قلب
خانته محاولته ليتأقلم مع ليلاً خالٍ من وجودك
وكبر فوق ملامح وجهه الحزن
وكثرت كمية الدموع في عينيه
سيُغادرك قلب
وكنتي دخان إحتراقه .. ودم شريانه .. وحبر أقلامه
سيُغادرك قلب
بدونك سيمشي بلا أقدام
وسيسافر بلا هوية
وسيحلق بلا أجنحة
وسيعيش بلا ذاكرة
سيُغادرك قلبي
تجرد من نفسة .. وانسلخ عن شخصيتة
ومارس دور لا يناسبه ..وتحدى كُل المشاعر التي لك بداخله
وتعامل معك بقسوة مُتعمدة
وأغلق أذنه عن صراخات الشوق والحنين وصرخات قلبك
وأصبح لا يشعر ولا يرى ولا يسمع ولا يتكلم
سيُغادرك قلبي
ولن يجدد طلاء الأحلام ولن يُرمم جدران الأوهام
وستكبر بداخله مع مرور الأيام وسيحبك أكثر كُل ما امتد به العُمر
ولأنه يخجل من الله ويخافه لن يمد يده على شيء لم يكتبه الله له ابداً
وإن وجدتي رجل مثلي وأ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق