لم تكن لي
مع دفقة الفجر الأولى ..
خنقتني الرّوحُ .. بخمسةِ أصابع ..
ذكّرتني الطعنُ وكنت ناسية ..
فصرختْ :
" أنتْ .. لم تكن لي ! "
خطرٌ .. على أذني هذا الصوت , ولكن
شربته بمضمضة مالحة ..
بابتسامة وحشيّة .. وضحك هستيري !
فأعظم أنواع التحدي ..
أن أضحك .. والحشرجة تنتظر مني البكاء !!
التصقتُ بك عبثاً ..
فأنت .. لم تكن لي !!
ليس في الأمر مايحيّر ..
باستفاقة .... أو ... خطرفة ..
" لم تكن لي "
كانت مراسيل السماء .. تنبؤني بمثل هذا ..
والباب تهبّ عليه الحسرة .. ويدري ..
فيهديني درب الخروج !
وأنا أزداد ولوجاً .. بلاحكمة
أنا الوحيدة المألوفة لديك !
كان الحُكم عليّ أكثرغموضاً من الفناء ..
والقفل عالقٌ من الجهتين !
فشمّرت حنجرتي لعويلٍ قادم ..
تضخّمتُ بحمّى صفراء ..
تكفي لاستئصالي من الحياة .!
وأنت ..؟
أيُّ فزعَ نالك حبيبي ..
حين كنتَ تنتظرني خلفَ زجاج النوافذ ْ
ولا آتيك ..
ولاأصِلْ..
ولا في آخرالنهار ..!!
استيقظَ جلدي فجأة ..
لايدري ...... لمن ينتسب !؟!
من يرتبُ فوضى صَبْري في هذا الوقت ؟
من يجففني ..
يوشوشني ..
ويغمسني .. في صدره البارد ..
لأحلّ ضيفه على رئتيــه ؟؟
فالواقع يبدو كمهرّج ..
يُضحكني .. ولا أفهمه .!!
أنا .... في أكثر حالاتي تجلياً ..
أنثى .. بمرتبة الوحدة .. الصراخ .. التجمد !
ألكز قوارير البكاء .. فتتفتق ..
لأدلقها على جسمي .. وأنتشي ..
حتى اليأس .!
لقد وعيتُ شيئاً آخر غير النشيج ..
وعيتُ .. أنك لم تكن لي !
قام الصباحُ ..ليسلبني أقراطي ..
يُخرجني من فستاني ..
من أدقّ تفاصيلكْ !!
وبسكينٍ طازجة ..
يُقسمُ لي : " أنك ماكنت لي !"
وأنا أتحسّسُ عينيه .. متشوقة للشفقه ..!!
وماذا يَهُم ؟!؟
لاأطيب من أن أقتل بك ,
لأني ذات يوم ..
خشيتُ أن أقتل بغيرك ..
فأنت فقط من يُمجّدني !
لم تمهلني الأيام وقتاً ..
كي أطرز منديلي ..!
أو أحصّن وجنتاي ..
حين ينفلق البحر .. فيبتلعني ..
وأذرفك من عيني .. فصلاً .. فصلاً ..
حتى تصطلي بملح الخد .!
هنا بقايا ..
لم أعرّج عليها معك ..
أرجوحة .. تنتظرنا في حديقة ..
رقصة العشاء التي ستقاسمني لونها ..
وخاتمٌ .. كان باتجاه أصابعي ..
حفنة من الضحكات ننام على إثرها بهدوء هذه الليلة !
ونفيق لنكتئـب ..
حين تتناثر علينا شظايا النهاية ونحن نيام !!
وحلم ليلة جميلة مازال في أدراج الجفون .
اكتشفتُ أني لا أملكُ أُجرة اللقاء بك من جديد ..
والطريقُ موصدٌ بالعناكب ..
لم يعرني جسْراً واحداً لألتقيك فيه !
حتى الوعود .. تمضغ نسيجها مع آخــر بحّة صوت ..
سأعلّق دمعتي على ياقة قميصك ..
وأزرّ معك ثوب النهاية ..
وتستأنفُ الروح حشرجتها ..
لتحتفي بما تركته لي من ... " موت " !
بقلم الصديقة بنت الشمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق