الأحد، 13 فبراير 2011

ويبقى الدمع تذكار الأحبة(صفحات من تاريخ الحزن)

ماذا بعد خمسة عشر عاماً من العُزلة ؟!

تقلّب روحها على سرير الوحدة .. تتلمّس أنوثتها بفخرٍ كسير .. ينخر بياضها سوس الوقت .. يجرح تاريخها التّأريخ لأفراحها .. أفراحها..!
تلكَ التي مضت على جناح طائر ما تحدّثتْ بها وما وقعت ..!
..الأحلام فرحةٌ لا يرصدها التاريخ .
غضّة هيَ يا ليل .. كـ بيلسانة ريّا ..أمّا سريرها فيابس وملاءاتها لا تزهر رغم مطر الوسائد ..!
لكأنما كان الجفاف المصير والجدب قدرُ العبور ..
والمساحات شـــــــاسعةٌ شاسعة مابين موت وموت ..!
تلتحفها أكثر .. تنطوي أضيق أجذر ..وما هيَ حقيقة إلا تتعرّى ..!
العراء عضيدُ البرد نقيضُ الدفء، سكينه تشرّح الآمال المُلقاة على أرصفة الوقت ..
و لاعزاء للمنتظرين ..!
الصّابرون والجازعون هنا واقفون على ويلٍ سواء .. أحوالهم لا تتكثّف ..لا تتضارب ولا تُبذر في أرحام السقف العاقر جنين حُلم والأنوثة في كل ليلٍ يفترسها الهدوء واللا شيء !
( حسبي الله )
عند الثانية والقهر.. كانت تسألكَ الذكرى!
لاشيء إلا العبور بدهاليز حبيب غائب، بدءاً بتعرجّات عقله مروراً بحجرات قلبه..
حتى أخمص روحه
هوَ العبور بذاكرتك .. لا واقع يشدّها منك.. ولا نسيان يأخذها عنك ..
لا جديد ينفي ابتداءك .. ولا شيء ينهيك ..!
أتصدّق أنّها كانت تجيب على أسئلتك الافتراضيّة في غفلةٍ من الشّوق:
لست بخير عليلة في بعدكَ يا حبيبي .. أحاسيسي أسيرةٌ مضمحّلة، كشمسٍ باغتها غيم أسود حملته ريح غاضبة..
أستباح أشعّتها، شرّد ضوءها وأبدل بيوت الذّهب على ضفافها فحما..
نفثَ رمادهُ في أهبّة شبابي ومضى.
(شكلي ..!) سلْ المرآة والملائكة المحيطين .. سلْ بشرتي شاماتي والنتوء .. سلْ ملامحي وغلاف قلبي..
سلْ شعيراتي الدموية .. إنحناءات جسدي وهيكل روحي .. سل كلّ هؤلاء كيف يقف التّشكيل ويتعّثر النّمو ..؟
كيف تجمّدُ اللحظة الراهنة وينتحر الوقت الآتي! .. كيف تحنّط الأجساد الآدمية / المشاعر الإنسانية
وتبقى مومياء تسير بين النّاس يرونها ولا يعرفون لها وصفاً أو شكلا أو ماهيّة ..
أو سلْ قلبكَ ..فإنّهُ يراني!
( اشعر بالبرد ) والشّمس تزاور هشيم عظامي وتقّلبني ذات اليمين وذات الشّمال على جمرِ الايام الـ يتّقدُ في كل الفصول،
ذاكَ الذي لا يبردُ ولا يُدفئ من برد..! اعلم أنّي لا زلتُ وسأبقى اشعر بالبرد 
كبرتْ قليلا ً.. ولازالت كملاك تتوسّل الله و تدعو .. أعرف أنّها تراك في عيني وتعتذربدون ذنب في كلّ لحظة ..
اراها تحترق لأنّها ولأنّي أدركُ أنها أداة القدر الذي يَقهرُ ولا يُقهر .. سامِحيني امي أنتَ الآخر أرجوك ..
(آكل؟ .. إي آكل ) وأنا في الحقيقة أُلتهم .. وتمضغني أضراس الوقت ..
الشبّع والجوع وجهان لعملة موتي، لا فرق بينهما ولا شاهد عليهما إلا نبضي الملعون، هذا المتذبذب بين عقلٍ وجنون ..!
أتعلم أنّي استحضركَ عندَ كل مائدة .. ذائقتي قائمة بك! .. كما حياتي ..!
أمّا الشّوق فعنه لا تسلْ .. هاكَ كفّي المرتجفة ..تلمّسْ
هاكَ قلبي الشّريد ..انظر واقرأ في صفحتهما زمانك وزماني .. تيمّن بالحِرمان فذاك بيتُ قصيدنا وعنوان قصّتنا
وتاريخنا اللاشيةَ فيهِ ولا تزوير ..
لا تطلقها الآن تريّث .. دعني أتلقّفها بشفتي .. دمعتكَ الرّزقْ ..مكانها جوفي ..! لا بأس عليكَ يا حبيبي .. لا بأس .... أعرف أنّ النساء عندكَ عدد وأنّي واحدة لاتعدّ ولا تُحصى.
أعرف أنّ الجمال في عينيكَ أنثى لم تعرف مدنها غيرك وأن اعترفت لك ستبقى انت كما انت تتمسك برغبتك المحمومة بالعثور على انثى لم ولن تعرف سوى براحك
على يقين أنّ قلبكَ في كلّ يوم يبعدهنّ ويدنيني .. يُسرّحهنّ ويبقيني .. ينحيّهنّ كلهنّ ويجدّد عهده لي وبي ..
(يااااه!) ..يا أنا المغرورة بكَ كم أحبّك..!
وإنّي واللهِ لألوذ بكَ من ويلِ الوحدة وآه الحرمان وعيّ الأكباد وغربة الأوطان في الأوطان ..
وإنّي واللهِ لسارجة خيلي في مضاميرك وإن عثّرتني الحياة و ضاقت بي الدّروب ..
وإنّي والله لهاجرة بكَ الرجال واللذة وزينة الحياة الدنيا .. بتول أنا إلا أن تأتي ..!
وإنّي واللهِ لبائعة بضمّة منكَ حليلةً هنيّة الدنيا وما عليها ..
أولا زلت تسأل..!!
صهْ الآن يا تعب .. فقد منحته على البعد رحمتي، أنا وجنوني ..!
ما عدتُ أنظر للساعة ..وما أظنّ عقاربها إلا خائرة القوى ..مثلي!

خُذ طيفي وسجّيه عندكَ ..و-بربّكَ- ترفّق..
النّوم معادلة صعبة لا يفكّ شِفرتها إلا هسيس أنفاسك في أذن الغفوة ..
أقدمْ و خذني إليكَ أخذاً جميلا ..
خذني إذا ما الحزن عسعس والفقد في الأرواح تنفّس ..
خذني إليك تجدكَ عندي .. خذني إليكَ يا حافظ عهدي يا راعيَ ودّي ..
خذني إليك ..ولتنتهي بعدنا الحياة بلحظة !
لا ترفع سمّاعة الهاتف ولا تجيب إلا على حبّي ..لا تلّبي إلا صبري ولا تستقفي إلا أثري .. أنا بقلبكَ أرحم..
أنا النبّأ الطيب والدّعوة المُستجابة والأفراح المؤجلة !
ركلوه بكلّ حضارته وعراقته وجبرتوه .. داسوه وداسوا كرامتنا فيه..
وما شاؤوا إلا أن شاء الله هو حسبنا ونعم الوكيل ..
كلّنا في المنفى يا حبيبي فلا تبكي .. وهل كانت الحياة إلا لنُبعد تأديباً وننفى ..!

لا تبكي غربتنا وعبورنا المتعثّر ..لا تبكي ضياعات الدرّوب..لا تبكي أنفاقنا الضّيقة .. عزلتنا .. شبابنا المنصرم قهراً ..
لا تبكي ألسنتنا التي لا سبيل لها إلا الخرس ..لا تبكي ذلّنا وهواننا على الناس ..
لا تبكي.. أرجوك فقد بكيتُ -واللهِ- عنكَ عنّي و..عنهم بما يكفي.
لنا العزاءُ وعلينا الرّحمة ..

آمين.
* شهر كأبٍ ورّث ابنته العذراء صفاته ..فكانت كما كان..
 كَانَ حظا عابراً ، بينَ - أنَا - الأشياءِ التِّي لَمْ تكتمِلْ
بينَ مَنْ عبرَ ضفةَ الشوقِ و انتهِكَتْ قِواهُ الصبريةْ
و لمْ يتبقَّى لهُ مِنْ قصَصِ الرحيلِ غيرُ همهماتٍ كِلْسيةْ
و ضاعتْ عناوينُ اللقيَا ، لِحظٍ لمْ يكتملْ بقُبلةٍ
و لَـا بِدفْءِ حظنك ويبقى دمعي هو التذكار الوحيد الذي 

يروي كم كنت ولا ازال احبك
 كتبت على ضوء االرسالة الاخيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق